أغلق تفاصيل ملف تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز). تعرف على المزيد حول ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز).

ترغب OverDrive في استخدام ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتخزين المعلومات على جهاز الكمبيوتر الخاص بك لتحسين تجربة المستخدم الخاصة بك على موقعنا. ويعتبر أحد ملفات تعريف الارتباط التي نستخدمها بالغ الأهمية لجوانب معينة لكي يعمل الموقع وقد تم ضبطه بالفعل. ويمكنك حذف ومنع كل ملفات تعريف الارتباط من هذا الموقع، ولكن هذا قد يؤثر على ميزات أو خدمات معينة للموقع. لمعرفة المزيد عن ملفات تعريف الارتباط التي نستخدمها وكيفية حذفها، انقر هنا للاطلاع على سياسة الخصوصية التي نتبعها.

لدينا دوريات! الرجاء النقر هنا للخروج من هذا الموقع.

خف الإخطار

  التنقل الرئيسي
أنا الإنسان، أنا الوطن
غلاف أنا الإنسان، أنا الوطن
أنا الإنسان، أنا الوطن
قصةُُ حياة
استعارة استعارة

في المبتدأ، وُجد الإنسان في الحياة عارياً، جاهلاً، لا ينطق، تماماً مثل سائر الحيوانات والكائنات الحية من حوله. لماذا أتي إلى الحياة، ومن أتى به، ولأي غاية أو هدف؟ لم يسأل، وما كان يستطيع. كل همه حينذاك أن يعيش، أن يبقى في الحياة، أن ينجو من المخاطر، أن يسد جوعه ويروي عطشه ويطفئ رغبته الجنسية. ما كان يشغله أي شيء آخر على الإطلاق. فبعدما وجد نفسه في معترك الحياة، دون أن يختار ولسبب لا يعلمه، تمسك بها بكل ما أوتي من حيلة وبأس، ولم يشغله سوى أن يبقى حياً في حياة لم يختارها، ولم يسأل نفسه حتى كيف نشأت أو لماذا.
حتى تمسكه بالبقاء كان رغماً عنه ولم يكن اختياراً. لقد نشأت الحياة مسلحة بحزمة من الغرائز الطبيعية الكفيلة بحفظ الحياة من التوقف والزوال. قلبه ينبض ورئته تتنفس وأعضائه الداخلية تؤدي وظائفها الحيوية من تلقاء نفسها دون استشارته؛ الجوع يضطره إلى أن يسده بالطعام، والظمأ بالماء العذب، والشهوة بالجنس...الخ. هكذا لا تزال تفعل كل الحيوانات حولنا حتى اليوم؛ ولم يكن الإنسان الأول متمايزاً في شيء. كأن الحياة أهم وأثمن من أن تؤتمن عليها الكائنات الحية كافة- ومن ضمنها الإنسان- ومن ثم نشأت مزودة بأسلحتها الخاصة- الغرائز الطبيعية- لكي تحصن وتحمي وتحفظ نفسها من الانقراض.
ثم في زمن ما بعيد، بعيد جداً عن زمننا الحاضر، وبسبب حادث أو ظرف ما، تطورت لدى الإنسان دون سواه من الكائنات الحية ملكة "العقل". منذ ذلك الزمن، قبل نحو 100 ألف عام، بدأت حياة الإنسان تتميز وتتفرد عن بقية المخلوقات كافة، وخطى الإنسان خطواته الأولى نحو الحضارة كما نعيشها في زمننا المعاصر؛ تعلم الكلام والزراعة والاستقرار، اكتشف واستغل النار، صنع الأدوات، أعاد اكتشاف نفسه والكون كله، ليعيد إنتاج نفسه وبيئته المحيطة في صور حضارية مصنّعة شديدة الاختلاف والتباين عن صورها الطبيعية الخام. وكما تعلم الكلام والزراعة والاستقرار واستخدام النار وصناعة الأدوات، ابتكر كذلك مؤسسات وشخوص اعتبارية غير طبيعية- غير موجودة في الطبيعة كهبة طبيعية خام- مثل الأسرة والجماعة والقبيلة والعشيرة والمجتمع والدين والدولة والأمة....والوطن.
في الأصل، الانسان مخلوق طبيعي، هبة من الطبيعة مثله مثل أي حيوان أو نبات أو جماد آخر، لا يملك من أمر قدومه إلى الحياة أو مغادرته لها شيئاً. على النقيض، الشخوص والمؤسسات الاجتماعية الاعتبارية، مثل الشركة والأسرة والمجتمع والرئيس والدين والوطن...الخ هي مخلوقات ومنشآت ومؤسسات بشرية، صنعها الإنسان لتلبية أغراض ومقاصد وأهداف وغايات إنسانية. وكما خلقها، يستطيع في أي وقت أن يحلها أو يصفيها أو يعدلها أو يغيرها أو يستبدلها بأخرى، مثلما قد فعلت وتفعل كافة التجمعات البشرية عبر التاريخ مع شركاتها ومؤسساتها وأديانها ومعتقداتها ولغاتها وثقافاتها وأنظمتها السياسية والاجتماعية وعاداتها وتقاليدها وخلافه.
الإنسان ووطنه يشكلان موضوع هذا الكتاب. في البداية، وجد الإنسان الذي فيما بعد أنشأ وطنه لغاياته ومقاصده الشخصية. الإنسان هو ذلك الكائن الطبيعي المزود بغرائز طبيعية تحفظ له وجوده، والوطن هو في الأساس قطعة من الأرض أو منطقة نفوذ يشبع من عناصرها الأنسان متطلبات غرائزه ويحفظ بها مقومات بقاءه. في النهاية، الإنسان كائن أرضي لابد أن يعيش على الأرض (في وطن)، وليس كائناً فضائياً. لكن، من خلال عيش الإنسان في أرضه ومنطقة نفوذه (وطنه) ينشأ بينه وبينها نوع من الألفة والتوحد والتعلق الوجداني، ليصبح الوطن جزء لا يتجزأ من شخصية الإنسان المادية والمعنوية، يظهر في ملامحه الجسدية وكلامه وتفكيره وهيئته العامة. في الحقيقة، الإنسان يصنع وطنه بيديه، وبالضرورة يحمل المنتج النهائي جانباً من شخصية الصانع، ليصبح الإنسان ووطنه شيئاً واحداً ونفس الشيء، قدر لا انفصال ولا انفكاك عنه.

في المبتدأ، وُجد الإنسان في الحياة عارياً، جاهلاً، لا ينطق، تماماً مثل سائر الحيوانات والكائنات الحية من حوله. لماذا أتي إلى الحياة، ومن أتى به، ولأي غاية أو هدف؟ لم يسأل، وما كان يستطيع. كل همه حينذاك أن يعيش، أن يبقى في الحياة، أن ينجو من المخاطر، أن يسد جوعه ويروي عطشه ويطفئ رغبته الجنسية. ما كان يشغله أي شيء آخر على الإطلاق. فبعدما وجد نفسه في معترك الحياة، دون أن يختار ولسبب لا يعلمه، تمسك بها بكل ما أوتي من حيلة وبأس، ولم يشغله سوى أن يبقى حياً في حياة لم يختارها، ولم يسأل نفسه حتى كيف نشأت أو لماذا.
حتى تمسكه بالبقاء كان رغماً عنه ولم يكن اختياراً. لقد نشأت الحياة مسلحة بحزمة من الغرائز الطبيعية الكفيلة بحفظ الحياة من التوقف والزوال. قلبه ينبض ورئته تتنفس وأعضائه الداخلية تؤدي وظائفها الحيوية من تلقاء نفسها دون استشارته؛ الجوع يضطره إلى أن يسده بالطعام، والظمأ بالماء العذب، والشهوة بالجنس...الخ. هكذا لا تزال تفعل كل الحيوانات حولنا حتى اليوم؛ ولم يكن الإنسان الأول متمايزاً في شيء. كأن الحياة أهم وأثمن من أن تؤتمن عليها الكائنات الحية كافة- ومن ضمنها الإنسان- ومن ثم نشأت مزودة بأسلحتها الخاصة- الغرائز الطبيعية- لكي تحصن وتحمي وتحفظ نفسها من الانقراض.
ثم في زمن ما بعيد، بعيد جداً عن زمننا الحاضر، وبسبب حادث أو ظرف ما، تطورت لدى الإنسان دون سواه من الكائنات الحية ملكة "العقل". منذ ذلك الزمن، قبل نحو 100 ألف عام، بدأت حياة الإنسان تتميز وتتفرد عن بقية المخلوقات كافة، وخطى الإنسان خطواته الأولى نحو الحضارة كما نعيشها في زمننا المعاصر؛ تعلم الكلام والزراعة والاستقرار، اكتشف واستغل النار، صنع الأدوات، أعاد اكتشاف نفسه والكون كله، ليعيد إنتاج نفسه وبيئته المحيطة في صور حضارية مصنّعة شديدة الاختلاف والتباين عن صورها الطبيعية الخام. وكما تعلم الكلام والزراعة والاستقرار واستخدام النار وصناعة الأدوات، ابتكر كذلك مؤسسات وشخوص اعتبارية غير طبيعية- غير موجودة في الطبيعة كهبة طبيعية خام- مثل الأسرة والجماعة والقبيلة والعشيرة والمجتمع والدين والدولة والأمة....والوطن.
في الأصل، الانسان مخلوق طبيعي، هبة من الطبيعة مثله مثل أي حيوان أو نبات أو جماد آخر، لا يملك من أمر قدومه إلى الحياة أو مغادرته لها شيئاً. على النقيض، الشخوص والمؤسسات الاجتماعية الاعتبارية، مثل الشركة والأسرة والمجتمع والرئيس والدين والوطن...الخ هي مخلوقات ومنشآت ومؤسسات بشرية، صنعها الإنسان لتلبية أغراض ومقاصد وأهداف وغايات إنسانية. وكما خلقها، يستطيع في أي وقت أن يحلها أو يصفيها أو يعدلها أو يغيرها أو يستبدلها بأخرى، مثلما قد فعلت وتفعل كافة التجمعات البشرية عبر التاريخ مع شركاتها ومؤسساتها وأديانها ومعتقداتها ولغاتها وثقافاتها وأنظمتها السياسية والاجتماعية وعاداتها وتقاليدها وخلافه.
الإنسان ووطنه يشكلان موضوع هذا الكتاب. في البداية، وجد الإنسان الذي فيما بعد أنشأ وطنه لغاياته ومقاصده الشخصية. الإنسان هو ذلك الكائن الطبيعي المزود بغرائز طبيعية تحفظ له وجوده، والوطن هو في الأساس قطعة من الأرض أو منطقة نفوذ يشبع من عناصرها الأنسان متطلبات غرائزه ويحفظ بها مقومات بقاءه. في النهاية، الإنسان كائن أرضي لابد أن يعيش على الأرض (في وطن)، وليس كائناً فضائياً. لكن، من خلال عيش الإنسان في أرضه ومنطقة نفوذه (وطنه) ينشأ بينه وبينها نوع من الألفة والتوحد والتعلق الوجداني، ليصبح الوطن جزء لا يتجزأ من شخصية الإنسان المادية والمعنوية، يظهر في ملامحه الجسدية وكلامه وتفكيره وهيئته العامة. في الحقيقة، الإنسان يصنع وطنه بيديه، وبالضرورة يحمل المنتج النهائي جانباً من شخصية الصانع، ليصبح الإنسان ووطنه شيئاً واحداً ونفس الشيء، قدر لا انفصال ولا انفكاك عنه.

الصيغ المتاحة-
  • OverDrive Read
  • EPUB eBook
الموضوعات-
اللغات:-
النسخ-
  • المتوفر:
    1
  • نسخ المكتبة:
    1
المستويات-
  • مستوى ATOS:
  • مقياس ليكسايل:
  • مستوى الاهتمام:
  • صعوبة النص


معلومات العنوان+
  • Publisher
    عبد المجيد الشهاوي
  • OverDrive Read
    تاريخ الإصدار:
  • EPUB eBook
    تاريخ الإصدار:
معلومات الحقوق الرقمية+
  • يمكن تطبيق حماية حقوق التأليف والنشر (DRM) المطلوبة من قبل الناشر على هذا العنوان للحد من الطباعة أو النسخ أو منعهما. ويحظر مشاركة الملفات أو إعادة توزيعها. وتنتهي صلاحية حقوقك في الوصول إلى هذه المواد في نهاية فترة الاستعارة. يرجى الاطلاع على ملاحظة هامة حول المواد الخاضعة لحقوق التأليف والنشر لمعرفة الشروط السارية على هذا المحتوى.

Status bar:

لقد وصلت إلى حد الاستعارة الخاص بك.

تفضل بزيارة رف الكتب لإدارة العناوين الخاصة بك.

Close

قمت بالفعل باستعارة هذا العنوان.

هل تريد الانتقال إلى رف الكتب الخاص بك؟

Close

تم الوصول إلى حد الاقتراحات.

لقد وصلت إلى الحد الأقصى لعدد العناوين التي يمكنك اقتراحها في هذا الوقت. يمكنك اقتراح ما يصل إلى 0 عنواناً (عناوين) كل 0 يوماً (أيام).

Close

سجل الدخول لتقييم هذا العنوان.

اقترح مكتبتك مع التفكير في إضافة هذا العنوان إلى المجموعة الرقمية.

Close

تفاصيل محسنة:

Close
Close

توافر محدود

قد يتغير التوافر طوال الشهر حسب ميزانية المكتبة.

متاح لمدة يوماً/أيام

بمجرد أن يبدأ التشغيل، لديك hساعة/ساعات لعرض العنوان.

Close

الأذونات

Close

يتضمن تنسيق OverDrive Read لهذا الكتاب الإلكتروني رواية احترافية يتم تشغيلها عندما تقرأ في المتصفح الخاص بك. اعرف المزيد هنا.

Close

الحجوزات

إجمالي الحجوزات:


Close

محظور

تم تعطيل بعض خيارات التنسيق. يمكنك رؤية خيارات تحميل إضافية خارج هذه الشبكة.

Close

البحرين، ومصر، وهونج كونج، والعراق، وإسرائيل، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، وموريتانيا، والمغرب، وعمان، وفلسطين، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والسودان، والجمهورية العربية السورية، وتونس، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، واليمن

Close

لقد وصلت إلى الحد الأقصى الخاص بك في المكتبة للعناوين الرقمية.

لتوفير مجال للمزيد من العناوين، يمكنك إعادة بعض العناوين من رف الكتب.

Close

تم الوصول إلى حد الاستعارة الزائد

هناك الكثير من العناوين التي تم استعارتها وإعادتها طريق حسابك خلال فترة قصيرة من الوقت.

حاول مرة أخرى خلال عدة أيام. إذا كنت لا تزال غير قادر على استعارة العناوين بعد 7 أيام، الرجاء الاتصال بالدعم.

Close

لقد اتطلعت على هذا العنوان بالفعل. للوصول إليه؛ ارجع إلى رف الكتب.

Close

هذا العنوان غير متوفر لنوع بطاقتك. إذا كنت تعتقد أن هذا خطأ اتصل بالدعم.

Close

حدث خطأ.

إذا استمرت هذه المشكلة، الرجاء الاتصال بالدعم.

Close

Close

ملاحظة: قد تقوم Barnes and Noble بتغيير قائمة الأجهزة التالية في أي وقت.

Close
اشتر الآن
وساعد مكتبتنا على الربح!
أنا الإنسان، أنا الوطن
أنا الإنسان، أنا الوطن
قصةُُ حياة
عبد المجيد الشهاوي
اختر شريك بيع بالتجزئة أدناه لشراء هذا العنوان لنفسك.
يتم الحصول على جزء من مبلغ الشراء الحالي لدعم مكتبتك.
Close
Close

Close

Barnes & Noble - سجل الدخول |   سجل الدخول

سوف تتم مطالبتك بتسجيل الدخول إلى حساب المكتبة الخاص بك في الصفحة التالية.

إذا كانت هذه أول مرة لك تحدد فيها "إرسال إلى NOOK"، فسوف يتم نقلك إلى صفحة Barnes & Noble لتسجيل الدخول إلى (أو لإنشاء) حساب NOOK الخاص بك. وينبغي أن تقوم فقط بتسجيل الدخول إلى حساب NOOK الخاص بك مرة واحدة لربطه بحساب المكتبة الخاص بك. وبعد هذه الخطوة التي تتم لمرة واحدة، سيتم إرسال الدوريات تلقائياً إلى حساب NOOK الخاص بك عند تحديد "إرسال إلى NOOK".

في أول مرة تحدد "إرسال إلى NOOK"، سوف يتم نقلك إلى صفحة Barnes & Noble لتسجيل الدخول (أو إنشاء) حساب NOOK الخاص بك. وينبغي أن تقوم فقط بتسجيل الدخول إلى حساب NOOK الخاص بك مرة واحدة لربطه بحساب المكتبة الخاص بك. وبعد هذه الخطوة التي تتم لمرة واحدة، سيتم إرسال الدوريات تلقائياً إلى حساب NOOK الخاص بك عند تحديد "إرسال إلى NOOK".

يمكنك قراءة الدوريات على أي جهاز لوحي من نوع NOOK أو في تطبيق NOOK للقراءة المجاني لنظام iOS أو Android أو Windows 8.

أوافق على المتابعةإلغاء